اهتم الفنان المسلم في العصر العباسي بتزيين المتاحف
لقد اهتم الفنان المسلم في العصر العباسي بتزيين المتاحف والمباني والمساجد وحتى أواني الطعام والمنسوجات والأعمال الخشبية.
شهد العصر العباسي طفرة في الفن الإسلامي حيث ازدهرت في العصر العباسي صناعة الخزف والزجاج والأعمال المعدنية والمنسوجات وكذلك المخطوطات وكل ذلك كان مزخرفًا بالفنون الإسلامية العباسية.
أصبحت زخرفة المخطوطات فن مهم في العصر العباسي ويحظى باهتمام كبير، كما اشتهر تزيين المعمار بالمخطوطات والحروف العربية، بالإضافة إلى رسم المنمنمات في بلاد فارس.
الفنون المعمارية في العصر العباسي
وفي العصر العباسي ظهرت طرق جديدة للزخارف الإسلامية وهي تكرار الأشكال الهندسية بجانب بعضها أو أشكال النباتات المجردة، وهو ما عرف بعد ذلك في الغرب باسم "الأرابيسك”، واستخدم هذا الفن على نطاق واسع في زخرفة الجدران والأعمال المعدنية وحتى الفخار وأواني الطعام، وأيضًا المنازل.
في سامراء كانت هناك طريق جديدة للرسم وهي الرسم بالبريق على طلاء أبيض وهو ما يعطي مظهر لامه كان له موضع إعجاب خاص في سامراء آنذاك، وقد انتقلت هذه التقنية وتم استخدامها في الأندلس (إسبانيا) على نطاق واسع جدًا بل وانتشرت في أوروبا وساهمت في تطوير الزخرفة الأوربية.
كانت بداية الفنون دائمًا من بغداد أو سامراء وهما العاصمتين في الخلافة العباسية، حيث كانت بغداد أصل الفن المعماري حيث بناها الخليفة المنصور على هيئة مدينة مستديرة لها أربعة أبواب وفي وسطها القصر ومسجد، ووسط الدائرة ظل مفتوحًا يضم المنازل والورس والأسواق في شكل حلقة حول القصر والمسجد.
المدرسة المستنصرية في العراق
وللأسف قد تم تدمير كل ذلك بسبب هجوم الجيش المغولي على المدينة ولم يتبق منها إلا بعض الآثار الضئيلة المتواجدة في المتحف العراقي. [1]
اعتمد الفنان المسلم في إبداعه على عنصري
الطبيعة والأشكال الهندسية.
اشتهرت العمارة الإسلامية بالأشكال الهندسية المتكررة لتصنع في النهاية لوحة فنية رائعة من الأشكال الهندسية المتداخلة، كما استمد الفنان المسلم عناصره الزخرفية من الطبيعة حيث نرى رسم النباتات بشكل كثيف في العمارة الإسلامية وكذلك المناظر الطبيعية والشمس والقمر والغروب وكل ما هو طبيعي حيث يمنع الدين الإسلامي تصوير كل ما يدب فيه الروح (إنسان أو حيوان) لذلك استخدم الفنانون المسلمون الطبيعة والأشكال الهندسية لصنع التحف الفنية.
تأثر العباسيون بالعمارة الساسانية، وكانت مباني العباسيون غنية بالزخارف والرسوم الجدرانية الرائعة خاصة في بغداد وسامراء حيث كانت الزخارف المستخدمة في العاصمتين أصبحت المرجع الفني والمعماري الجديد لكل من هو آت بعد ذلك.
اهتم الفنان المسلم في العصر العباسي بتزيين المتاحف
وفي سامراء تم استخدام طريقة جديدة في نحت الأسطح وهي طريق تُعرف بالأسلوب المشطوف، بالإضافة إلى طريقة الرسم بتكرار الأشكال الهندسية كما ذكرنا وهي تعرف اليوم باسم فن "الأرابيسك”، كما شهدت سامراء استخدام مكثف للألوان في الزخرفة، ومنه الرسم بالبريق الذي كام يعد إنجاز فني بارز في هذا الوقت بسبب أنه يشبه المعادن الثمينة.
انتشرت تلك الزخارف والألوان الجديدة في العراق وانتقلت إلى سوريا ومصر وإيران والأندلس، وهذه الزخارف ساهمت بشكل كبير وكان لها الفضل في تطوير زخارف العصر الحديث الآن.
شملت الزخارف الفخار والاواني والخشب والمعادن زخرف العباسيون كل ما يمكن زخرفته تقريبًا لذلك نجد وصف الجاحظ لبغداد في كتاب تاريخ بغداد مبهر حيث قال: ” لقد رأيت المدن العظيمة في نواحي الشام وبلاد الروم وغيرها من الأمصار، فلم أر مدينة قط أعظم ارتفاعا، ولا أكمل استدارة، ولا أفضل فضائل، ولا أوسع اتساعا أبواب أو دفاعات أكمل من بغداد”.
قصر بغداد يعد من الأدلة على مدى جمال الزخرفة العباسية فقد كان من بين الكنوز المتواجدة في قصر الخليفة هي شجرة من الذهب والفضة تتحرك أغصانها وتغرد الطيور من فوقها.
وفي منتصف القرن التاسع سمع السفراء عن القصر ومفروشاته ومدى روعة التصميم فأعجب الإمبراطور البيزنطي ثيوفيلوس به كثيرًا لدرجة أنه أمر بتقليده. [2]
اهتم الفنان المسلم بتزيين المساجد والقصور في العصر العباسي
لقد كان تزيين المساجد والقصور له أهمية بارزة في العصر العباسي حيث أنشأ العباسيون العديد من المساجد والقصور، ومن أهم هذه المساجد:
مسجد الجامع الكبير.
مسجد سامراء الكبير.
أبي دلف.
جامع أحمد بن طولون.
مسجد الجامع الكبير: وقد بناه الخليفة المنصور في وسط العاصمة وهذا المسجد كان ملاصقًا للقصر في وسط بغداد المستديرة.
تميز المسجد بجدرانه من اللبن وأعمدة من الخشب على شكل مربع طول ضلعه 200 ذراع، وفي عهد هارون الرشيد أُعيد بناء المسجد بالآجر والجص، وقد تميز المسجد بنقوس إسلامية رائعة.
مسجد سامراء الكبير: ومن المساجد الشاهدة على فن العباسيين حتى اليوم هو الذي شيده الخليفة المتوكل على الله، وهو من أجمل المنشآت العباسية المعمارية حيث بُني المسجد على أرض مستطيلة ويرتكز مبناه على دعائم مثمنة الأضلاع، ويحيط به سور من الخارج، وهناك تقف المئذنة خارج السور وهي المئذنة الملوية على شكل برج حلزوني، وقد قال الباحثين ان مسجد سامراء ومسجد أبي دلف يمثلون العمارة الدينية في العصر العباسي.
مسجد سامراء الكبير
اهتم العباسيون بالقصور كثيرًا حيث كان الهدف من ذلك هو الإعلان عن ثروة وقوة الخلافة العباسية أمام الدول المنافسة مثل الإمبراطورية البيزنطية، وقد تأثر العباسيون بجمالية القصر الساساني فاقتبسوا منه (الإيوان) وهو البهو الضخم المقبب، وظهر تأثرهم هذا في القصور، ومن اهم القصور العباسية:
قصر الأخيضر.
بلكوارة.
العاشق.
قصر الذهب.
قصر الأخيضر: وهو قصر صيد بالقرب من كربلاء في العراق ويعود تاريخه إلى 780 ميلاديًا، يأتي القصر على شكل مستطيل وسور خارجي مرتفع مدعم بأبراج بارزة على شكل نصف دائرة، يقع البناء المهيب هذا وسط الصحراء ولا شيء يمتد إليه سوى طريق ممهد واحد، وكان هذا الطريق في يوم ما هو طريق للتجارة والحروب والحج أيضًا.
ظل البناء شامخًا حتى يومنا هذا وتفرد ببناءه وفنونه المعمارية والسقوف التي نُقشت بنقوش بارعة وبجدرانه العالية، وقد كان أول من اكتشف القصر هو الرحالة الإيطالي بيترو ديلا فالي. [3]
الفنون المعمارية في الدولة العباسية
تميزت العمارة العباسية بتأثرها بالعمارة الساسانية وظهور الإيوان المتخذ من العمارة الساسانية وهو البهو الكبير ذي القبب وهو ما اشتهرت به العمارة العباسية بالفعل.
كما تميزت الفنون المعمارية في هذا العصر باستخدام الطوب والآجر وزخرفتهم، كما اهتم العباسيون بعمارة القباب الجميلة وزخرفتها من الداخل والخارج، وقد استخدم الفنان المسلم الحرف العربي كرمز من رموز الفنون الإسلامية فقد اتخذ الفنانين من الحروف عنصر حقيقي من عناصر الزخرفة، فتمت الزخرفة بالحروف وتزيين سيقانها وتناسق الأجزاء وتزيين رؤوسها بأشكال النباتات.
العمارة العباسية
ولا يقتصر الأمر على خط النسخ العادي بل كان للخط الكوفي الصدارة في الزخرفة، حيث كان في أول الأمر الخط الكوفي بزواياه القائمة يعد جميلًا، ثم أدخل عليه الفنانون الزخارف النباتية المتفرعة والمتشابكة بأصبح يُعرف بالخط الكوفي المزهر.